تحميل أسطورة المقبرة -ما وراء الطبيعه#57 – لـ أحمد خالد توفيق | كتاب pdf

أسطورة المقبرة

المؤلف : أحمد خالد توفيق

السلسلة : سلسلة ما وراء الطبيعة

القسم : روايات مصرية للجيب

أسطورة المقبرة تحميل العدد السابع والخمسون من سلسلة ما وراء الطبيعة للدكتور أحمد خالد توفيق .

توجد مقبرة، وهذا يعد بداية مقبولة. كما هو معتاد، تخرج أشياء من هذه المقبرة في الليل.

توجد ساحرة بارعة، واجتماعات سرية تحدث في الظلام، وغراب يراقب من بعيد.

هناك أيضاً (ماجي) وعجوز أصلع غبي، باختصار، كل شيء يسير وفق الروتين المعتاد. وهكذا تبدأ القصة…

في عمق قرية نائية، كانت هناك مقبرة قديمة تُعرف بين سكان القرية بـ “المقبرة الملعونة”. كانت هذه المقبرة مهجورة، محاطة بأشجار متشابكة وضباب دائم، حيث لم تجرؤ حتى الحيوانات على الاقتراب منها. تتداول الألسن قصة قديمة عن هذه المقبرة، تفيد بأن من يدخلها ليلاً لن يتمكن من الخروج منها مجددًا، وأن أرواح الموتى المدفونة هناك لا تجد الراحة، بل تظل تحرس أسرارها المظلمة.

تعود جذور هذه الأسطورة إلى عصور سابقة، حين كانت القرية تعيش في ازدهار وسلام. كانت المقبرة مكانًا عاديًا لدفن الموتى، لكن حدث شيء غريب في إحدى الليالي عندما دُفن فيها أحد أعداء القرية. كان يُدعى “يوسف”، وكان من أتباع طائفة سرية تمارس السحر الأسود. وعندما توفي يوسف في ظروف غامضة، قرر أهل القرية دفنه في تلك المقبرة النائية، حرصًا على عدم انتشار الفوضى في قريتهم.

معلومات عن رواية أسطورة المقبرة

مع مرور الزمن، بدأت تحدث أحداث غريبة في القرية. كانت الأرواح تظهر في الليل، وتخفت الأنوار فجأة، وتنتشر الهمسات في الأجواء. شعر بعض السكان بوجود شيء مظلم في المقبرة. وتقول الأسطورة إن روح يوسف لم تجد الراحة، بل بدأت تسعى لتحرير نفسها من مكان دفنها باستخدام السحر الذي تركه خلفه. ومن تلك اللحظة، أصبحت المقبرة مكانًا محرمًا، تتجول فيه الأرواح المتمردة في ظلام الليل.

لكن القصة لا تنتهي هنا. في أحد الأيام، وصل شاب يُدعى “عادل” إلى القرية. كان عادل مغامرًا بطبعه، يحب استكشاف الأسرار الغامضة، ولديه شغف بالبحث في تاريخ الأماكن المجهولة. سمع عن “المقبرة الملعونة” ورغب في اكتشاف حقيقة ما يجري فيها.

حذر أهل القرية عادل من الاقتراب منها، لكن فضوله كان أقوى من تحذيراتهم. لذا، قرر في إحدى الليالي الحالكة أن يذهب بمفرده إلى المقبرة ليكشف الأسرار المدفونة هناك.

دخل عادل المقبرة بشجاعة لا تتزعزع. كان الظلام يحيط به، والضباب الكثيف يلتف حوله، لكنه واصل السير بثبات. الأشجار القديمة كانت صامتة، والأرض تحت قدميه كانت تبدو وكأنها تبتلعه تدريجيًا. عندما وصل إلى قبر يوسف، شعر بشيء غريب في الأجواء، كما لو أن الزمن قد توقف للحظة. اجتاحت جسده برودة شديدة، وكأن هناك شيئًا غير مرئي يراقبه.

بينما اقترب من القبر، سمع همسات خفيفة تتردد في الهواء، كأنها نداءات من أرواح الموتى. ثم شعر بثقل يلاحقه، وعيناه تغوصان في الظلام. حاول أن يستمر في السير، لكن شيئًا ما كان يعيقه.

فجأة، تجسدت أمامه صورة شبحية ليوسف، وكان وجهه مشوهًا وعيناه مليئتان بالكراهية. قال الشبح بصوت مبحوح: “لقد جئت لتكتشف ما لا يمكنك تحمله. أنت هنا لأنك تبحث عن قوة تفوق فهمك. لا يمكن لأحد أن يغادر هذه المقبرة دون أن يدفع الثمن.”

رغم الخوف الذي بدأ يتسلل إليه، تمسك عادل بشجاعته وقال: “لن أغادر هذا المكان حتى أكتشف الحقيقة. إذا كان هناك شيء مخفي هنا، فسأصل إليه.”

في تلك اللحظة، انفجر يوسف في ضحكة جنونية قبل أن يختفي في ظلام الليل. بينما كان عادل يلهث من شدة الخوف، شعر بشيء ثقيل يسحبه نحو القبر. بدأت الأرض تهتز من حوله، والأشجار تنحني كما لو كانت تحاول ابتلاعه. كانت الأرواح تتحرك بسرعة، والهمسات تتعالى بشكل متسارع، وكأن المقبرة نفسها قد استيقظت.

لكن عادل لم يستسلم. كان يدرك أن هناك سرًا مخفيًا في هذا المكان، وكان عليه كشفه مهما كلفه الأمر. استجمع شجاعته وأمسك بحجر قديم كان موضوعًا على قبر يوسف. وفجأة، شعرت يده بحرارة غريبة، وسحب الحجر ليكتشف تحته مخطوطًا قديمًا.

فتح عادل المخطوط وبدأ يقرأ الكلمات المكتوبة فيه بصوت مرتعش. كانت الكلمات مشبعة بسحر قديم، تحكي عن وسيلة لإيقاظ الأرواح لتحقيق أهداف مظلمة. لكن كان هناك تحذير مكتوب أيضًا: “من يقرأ هذا النص سيصبح جزءًا من المقبرة إلى الأبد. لا مفر من لعنة الأرض التي تحتفظ بالأرواح المحرومة.”

نبذة عن مؤلف رواية أسطورة المقبرة

عدد التحميلات : 6384