يتبنى الكاتب أسلوبًا أدبيًا يمزج بين التفاصيل التاريخية والخيالية، ويعتمد على سرد الأحداث بطريقة مشوقة ومثيرة، مما يجذب القارئ إلى عالم المغول المليء بالتحولات والتحديات.
تبدأ الرواية في قلب آسيا، حيث يُستعرض نشوء قبيلة المغول بقيادة جنكيز خان، ذلك القائد العسكري الاستثنائي الذي وحد القبائل المتناثرة حول السهول الكبرى. كان جنكيز خان شخصية فريدة تمتع بقدرة استثنائية على القيادة والتنظيم، وحلم بإنشاء إمبراطورية تمتد عبر القارات. وبفضل استراتيجياته العسكرية المبدعة، تمكن المغول من السيطرة على أراضٍ شاسعة، بداية من الصين وصولاً إلى أوروبا الشرقية، لتصبح الإمبراطورية المغولية واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ.
من خلال أحداث الرواية، يتعرف القارئ على جنكيز خان كرجل استثنائي يعشق التحدي، ولكنه في الوقت نفسه يواجه صراعات داخلية بين طموحاته الشخصية ومتطلبات الحكم. كما تسلط الرواية الضوء على القيم والمبادئ التي كان يحملها الجنكيز، مثل الولاء، والشجاعة، والعدالة، مع التركيز على علاقاته العائلية وكيف كان يواجه الأزمات من خلال حكمته العسكرية والسياسية.
إن “أسطورة أرض المغول” ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي أيضًا دراسة للعلاقات المعقدة بين المغول والإمبراطوريات المجاورة مثل الإمبراطورية الخوارزمية و الدولة العباسية و السلجوقية. يعكس الصراع المستمر بين المغول هذه الفترات المليئة بالحروب، والغزوات، والانتصارات والهزائم. يُظهر الكاتب من خلال هذه الصراعات كيف أن المغول، الذين كانت تتسم هجماتهم بالسرعة والقوة، كانوا يجابهون مقاومة شديدة من خصومهم، وهو ما يخلق توازنًا غير مستقر في المنطقة.
عبر أسطورة أرض المغول، تظهر الشخصيات التي تمثل تلك الإمبراطوريات الأخرى، مثل القادة العباسيين والخوارزميين، لتبرز المعاناة التي عاشتها تلك الشعوب بسبب الهجمات المغولية. إلا أن الرواية لا تقتصر فقط على إظهار المغول كمعتدين، بل تتناول أيضًا الأسباب التي جعلتهم يتخذون مواقفهم العدائية، مثل ردود فعل الإمبراطوريات المجاورة تجاه الغزوات المغولية، والعداوات بين الحكام.